آخر الأخبار والنّشاطات
 
 
الشرق الأوسط من وجهة نظر العلوم الإنسانية PDF הדפסה דוא

أحد المشاريع المشتركة بين معهد كوهين ومركز منيرفا للعلوم الإنسانية. يرأس المشروع كلّ من البروفسور يوسف شفارتص (معهد كوهين) ود. رائف زريق (مركز منيرفا). يطمح هذا المشروع، ومن خلال موقعه الخاصّ في الشرق الأوسط، إلى دراسة أنماط قديمة وحديثة في تشكيل الهوية والوعي وتحديد دورهما في صياغة الذاكرة والهويّات الجماعية التي كثيرًا ما تلتبس وتتداخل. هدفنا الرئيسي هو إعادة النظر بالطّرق التي تؤول إلى تشكيل بعض الهويّات (الدّينية، القومية والقطرية) أو إلى تغييرها، كلّ ذلك من خلال وضعها جنبًا إلى جنب أو فحص الوسائل والسياقات المختلفة التي تعمل على تجنيدها أو استغلالها. وعليه، فنحن نضع موضع تساؤل كلّ الثنائيات الفكرية والتناقضات العصيّة التي تفصل بين الهويات المختلفة فضلاً عن استخداماتها المتعددة.

نحن نؤمن أنّ البحث الذي نقوم به مميّز وجدّي وبأكثر من معنى. من جهة، نحن نسعى إلى تحدّي بعض المفاهيم المهيمنة من خلال تبنّي وجهات نظر كانت مهمّشة ووضعها في المركز. ونسعى كذلك إلى دراسة المجتمع والثقافة والسياسة في إسرائيل من وجهة نظر الفلسطينيين في إسرائيل. وإلى جانب ذلك، نحن نسعى إلى دراسة تاريخ وحضارات الشّرق الأوسط من وجهة نظر جماعات يهوديّة في المنطقة. هذه الخطوة المزدوجة تضع المفاهيم التقليدية ذات البعد الواحد موضع شكّ، الأمر الذي يسمح بتكريس المزيد من الاهتمام لعمليّات التّرجمة والتّبادل الفكري والدّيني. وبهذه الطريقة سيتسنّى لنا إعادة النّظر بمقولات مثل الأصلانية، المنفي، الشتات، التشرّد، الوحدة والسّيادة؛ واقتراح مقولات بديلة مثل الضيافة، الأخوّة والتّضامن. على سبيل المثال، نحن نسعى إلى فهم أنماط الوجود الفلسطيني التي "تشوّش" على تصوّر إسرائيل لذاتها. كما نسعى إلى فهم الأنماط التي تجعل اليهود "يشوّشون" على الطّابع العربي أو الإسلامي لمنطقة الشّرق الأوسط. ونحن نزعم أنّ هذه "الاضطرابات" المتبادلة ستكون بمثابة قاعدة خصبة للدراسة، سواء على صعيد البحث العلمي أو على صعيد الواقعين، الاجتماعي والسّياسي، في الشّرق الأوسط.

من جهة أخرى، يسعى المشروع إلى الدمج بين وجهات نظر معاصرة وتاريخيّة، ومن خلال هذا الدّمج، يسعى إلى توضيح الكيفيّة التي تمّت بواسطتها بلورة الحاضر من خلال الماضي، وفي الآن ذاته، الكيفيّة التي تمّت بواسطتها بلورة الحاضر من خلال الماضي. أمّا التّركيز على هذه الحركة المزدوجة للزّمن فسيفسح المجال للتساؤل حول قوالب إنتاج الهويّات عند الجماعات المختلفة، وذلك من خلال التّرحال بين الفضاءات الجغرافيّة، والسّفر ذهابًا وإيابًا في الزّمن، ومن خلال تقليص الفجوة بين النظرية والتطبيق. ونحن نأمل، من وراء كلّ ذلك، أن نتغلّب على صلابة المفاهيم القديمة أو تلك النمطيّة والعصيّة، ناهيك عن الأحكام المسبقة، ثمّ فتح المجال للأفكار والأجندات البحثيّة والمناهج التعليميّة الحديثة.

من بين المواضيع المركزيّة التي نسعى إلى دراستها وفحصها هو التقسيم المعرفي الذي يميّز بين مجالات معينة في الأكاديميا الإسرائيليّة. إذ تقوم البنية التحتية للأكاديميا الإسرائيليّة على نفس الإطار المعرفي الأوروبي الذي أعاد صياغة موضوع  "الدراسات اليهوديّة" بحيث غدا مجالاً معرفيًا صلبًا يؤسّس لعلاقات مركبة مع عدد من المجالات الأخرى مثل "دراسات الشرق" من ناحية، والدّراسات العامّة- أي الأوروبيّة، من ناحية أخرى. كلّ هذه العوامل أنتجت وضعيّة باتت فيها الموارد البشريّة والثقافيّة الثريّة الموجودة في الأكاديميا الإسرائيليّة مفصولة ومرتّبة داخل بنى معرفية مغلقة ومعزولة جيدًا عن بعضها البعض. فقد أنتج النظام الجامعي الإسرائيلي الحواجز ذاتها التي تنخر جسد جهاز التّربية والتّعليم برمّته بدءًا من مرحلة رياض الأطفال، ومرورًا بالمدارس الابتدائية والثانوية، ثمّ انتهاء بنظام التّعليم العالي. كلّ هذه المؤسّسات تنتج حواجز قائمة على تقسيمات عرقية، ودينية وحضاريّة. لذلك فإنّ أحد الأهداف التي وضعناها نصب أعيننا في مشروعنا هذا هو تطوير عدد من الإستراتيجيّات التي يمكن أن تشكّل أساسًا لمنهج تعليمي ولأجندة أكاديميّة مغايرة في العلوم الإنسانيّة في إسرائيل، والتي من شأنها، بالتالي، أن تكون فعّالة في إحداث التّغيير الاجتماعي المنشود.

 

محمّد أبو سمرة: حاليًا هو طالب لدراسة ما بعد الدكتوراة في مركز منيرفا للعلوم الإنسانيّة. وقد أنهى دراسة الدكتوراة في قسم تاريخ الشّرق الأوسط في جامعة حيفا. أمّا عنوان أطروحته فكان "مناهج لدراسة القرآن في الفكر العربي- الإسلامي المعاصر: الحداثيّون والليبراليّون". يُدَرِّس حاليًا في كلية دافيد يلين، وكان في السابق محاضرًا زائرًا في بعض الجامعات الغربيّة. من بين أبحاثه المنشورة مقاله "الحداثة الإسلاميّة وصناعة تقاليد القرآن المدوّن".

أثناء مكوثه في مركز منيرفا يقوم محمّد بدراسة مناهج المفكرين العرب والمسلمين المعاصرين بالنّسبة للتّراث الإسلامي ولهيمنته، ويتطرّق إلى دور هؤلاء المفكرين في تعليم القرآن وتفسيره.

 أحمد إغباريّة: محاضر في معهد كوهين لتاريخ العلوم والأفكار وفلسفتها، وكذلك في قسم الدراسات العربيّة والإسلاميّة في جامعة تل أبيب. مجالات تخصصه الرئيسيّة هي المنطق، الفلسفة وعلم الكلام في الحضارة الإسلاميّة. أعدّ أطروحة الدكتوراة في جامعة حيفا تحت عنوان "تطوّر نظرية المقولات في الفلسفة الإسلاميّة". بالإضافة إلى المواضيع المتعلّقة بالفلسفة الإسلاميّة فهو يهتمّ أيضًا بالفكر العربي المعاصر، لا سيّما في النّصف الثاني من القرن العشرين، وبمسائل مثل الحداثة والتّراث؛ وكذلك بالأدب، لا سيّما في سياقه الفلسطيني داخل مناطق الـ 48.

 أوري غولدبرغ: أنهى دراسة الدكتوراة في مدرسة التّاريخ في جامعة تل أبيب. وقد صدرت أطروحته لاحقًا عن دار النشر Routledge في العام 2012 تحت عنوان Theology in Iran: The Challenge of Religious Experience. وأوري هو مؤلف كتاب לחשוב שיעית، وهو عبارة عن مجموعة محاضرات تمّ جمعها ونشرها في سلسة "האוניברסיטה המשודרת". خلال دراسته حاز أوري على منح وجوائز عديدة، من بينها Fox International Fellowship at Yale University.

 نوح غاربر: باحث متخصّص في العلاقات الحضاريّة والثقافيّة بين اليهود الأوروبيين و"إخوانهم" في البلدان الإسلاميّة خلال الفترة المعاصرة. وقد نشر كتابًا في هذا الموضوع الحصري تطرّق فيه إلى الاستشراق اليهودي وردود الفعل الأصلانيّة عليه، وذلك من خلال التّركيز على يهود اليمن واتخاذ حالتهم نموذجًا للدّراسة. أمّا في مركز منيرفا فهو يوسّع دائرة بحثه بحيث تشمل الشّتات اليهودي في بغداد والمغرب العربي، وخزائن المخطوطات اليهوديّة في القاهرة، وغير ذلك. في إطار مجموعة البحث قدّم محاضرة وكتب دراسة عن "فرية الدّم في دمشق عام 1840" باعتبارها "ساعة الصّفر" لتاريخ الاستشراق اليهودي، وقدّم كذلك تفسيرًا يتيح إعادة النظر بالسرديّة الدّارجة حول هذه الحادثة.

 عامر دهامشة: حاصل على شهادة الدكتوراة من الجامعة العبريّة في القدس. مجال أبحاثه هو الأسماء العربية للأماكن في البلاد، التّمثيل اللغوي للعربيّة والعبريّة في لافتات الطّرق، ودراسة هويّة المكان وبنيته في القصص الشعبيّة، في الذاكرة التاريخيّة وفي الأدب. وقد نشر دهامشة مقالات حول هذه المواضيع. كتابه الأول سيصدر قريبًا عن جامعة بن غوريون.

 عبد كناعنة: طالب للقب الثالث في كليّة التّاريخ في جامعة تل أبيب. أنهى اللقبين، الأوّل والثاني، في قسم العلوم السّياسيّة في الجامعة العبريّة. عنوان أطروحة الدكتوراة التي يعدّها "حزب الله في لبنان: المقاومة كمشروع مضاد للهيمنة". أمّا أطروحة الماجستير فكانت بعنوان "المقاومة: تحوّل الفكرة إلى ثقافة".

زهية قندس: طالبة للقب الثالث في مدرسة الدّراسات الثقافيّة في جامعة تل أبيب. وهي مهتمّة بدراسة الخلفيّات المركّبة التي أدّت إلى تشكيل الهويّات الإسلاميّة المعاصرة في أنحاء العالم. دراستها الحاليّة تسلّط الضّوء على العلاقات بين الدّين والعلمنة في السِّيَر الذّاتية في مصر بين الحربين العالميتين.

أوري شاحر: محاضر في التّاريخ في جامعة بن غوريون. خلال السّنة الدّراسيّة 2013-2014 حصل على منحة ما بعد الدكتوراة من مركز "تغيير الدين والعلاقات بين الأديان" في جامعة بن غوريون. في العام 2012-2013 كان باحثًا زائرًا في مركز "كاتص للدّراسات اليهوديّة المتقدّمة" في جامعة بنسلفانيا. أمّا أطروحة الدكتوراة التي أعدّها في جامعة شيكاغو فعالجت العلاقات الحضاريّة بين المسيحيين، المسلمين واليهود خلال الحملات الصليبيّة في الشّرق الأدنى. ويهتمّ شاحر بدراسة مفاهيم متعلّقة  بالعنف الدّيني، وكذلك فضاءات مقدّسة تشكّلت من خلال التناحر بين الجماعات الدّينية المختلفة في القرون الوسطى في أوروبا وفي حوض البحر المتوسط.